أنثى الغيوب
- firasalwailypoems
- 23 مارس
- 1 دقائق قراءة

القصيدة: أنثى الغيوب
تمشي القصيدة في الهواء، لا تلمس الأرض، ولا تعترف بالكتابة، تتفجّر من فراغٍ لم يُسمّ، وتميل بانكسار الضوء على خاصرة جملة لم تكتمل. تتنفس في بياض الورق كما لو كان جلدها، وحين تبتسم، يُصاب المعنى بالرعشة. لا اسم لها، كل الحروف التي سبقتها كانت محاولة فاشلة للمس أنفاسها، وكل لغة جاءت بعدها كانت عزاءً باردًا لنصٍ لم يُقبّلها. تغيب حين تنطق، وتحضر حين تسكت، ولا أحد يملكها، لأنها لم تُكتب لتُملك، بل لتُعاش كغيبٍ يخجل من التجلّي. القصيدة لا تقول شيئًا، بل تُقيم فيك شيئًا لم تعرف أنك فقدته، وتنسحب ببطء، كعطرٍ قديم يسكن في الذاكرة، كأنك لم تقرأ، بل انتبهت أنك كنت تقرأ نفسك فيها. القصيدة ليست فكرة، ولا امرأة، ولا غيمة، هي ارتعاشة اللغة حين ترى نفسها أنثى لأول مرة، تضع يديها على جسدك من الداخل، ثم تترك أثرها على صوتك.
~فراس الوائلي
Comments